مــا زلت على الجزيــرة

في البداية وجب الاعتذار على الانقطاع الطويل عن نشر أي شيء، لا يوجد سبب مقنع أو حتى سبب معين، من يكتب في عصرنا أشبه بإنسان يعيش فوق جزيرة مهجورة في قلب المحيط الهائج، ويقوم بكتابة رسائل من ثم يلقيها في زجاجات في البحر، على أمل أن يصله في يوم من أيام رد على رسائل البحر، هل تستطيعون تخيل الاحتمالات (اعتذر على هذه القفلة) والأن لطفاً أكملوا القراءة، وهذه المرة شعراً ريثما أذهب لصنع فنجان قهوة من ثم َ أعود لأكمل النقاش معكم.

-البداية- 

وجدت نفســـي بلا شئ
مهم أفعله 
واجتاحني وقت الفــــراغ 
فاستدعيتُ الورق والأقلام
ومن دون أي امتعاض 
وبدأت ألاعــب الكلام 
فتأكدت بأني عربي أصيل البيان
فالعرب اذا ما آسرهم الفراغ
أطلقوا سراح اللسان

 **************************

-عتاب-

لن أكتب شعراً 
يبكيك قليلاً وتحزن له 
ثم ترجع للبلادة 
لن أمدح حجراً 
فتحبه وتفتخر به 
ثم تخونه على الوسادة
لن ألعن خائناً أو متخاذلاً
فأشفي به غليلك
وتلعنه معي 
ثم نُسبح بحمد فساده

لن أعتب اليوم على أحدٍ

سوى كلمة لم تحيلك خلقاً أخر

وتجعل من قراءتها ولادة  

**************

لا شـــيء هنا

لا شـــيء هنا سـوى خيبـات الأمــل
ودمــوع كالحمم 
لا شـــيء هنا ســوى جــروح الفشل 
وعقاقــير الألــم
لا شـــيء هنا سوى غصــات القهـر 
وآثـــار نيوبـه

  لا شـــيء هنا سوى صرخات الفقــر

ورقعات جيوبه

لا شـــيء هنا سوى صدى الأصوات

وإحتراق بصمـت

لا شــيء هنــا يخـص الحيـاة

فكـل ما هنـا للـموت

 ******************

-جوهـر الأديــان-

انتفض أبولهــب غضبان

ما هكــذا يا محمد الأديــان

أنا أبو لهب العتيد

يُسـاوى بيني وبين

العبيـد

لم يعبــأ بآلهٍ جديد

يُحطــم له الأوثــان

فالآلــهة لــديه تليق بالعبادة

وإذا ما جاع فوجبة

تُــعمر بها الأبــدان

ولكــن جُـن جنونــه لــدين

.يُســاوي بين إنســـان وإنسان

فَــرِحَ بلال بدين يكســر

أغـــلال الحديــد

ومــا كــان ليقبــل بــأي آلــه

ولــو كــان اللــه

مــا دام سيأتيــه بقيــد جديد

دينــك الإنســـان

من أي لــون كان

ووصالك ربك

هو شأنك وشأن الرحمن

فاللـه غني عن الصلاة والصيام

وطول اللحية وقصر القفطان

فلتذهب أنت وأعمالك إلى الجحيم

وسيذهب الكثير

ما دمت مع اللــه راهب

ومع النــاس حقير

وسلّم الناس كل الناس من يدك

 وإياكَ وحصاد اللسان

وخلاصة البيان

أن أبا النيران

أدرك الدين ولم يعنيه الديان

ونحن قلبنا الجوهر

.ولحنَــا في قــراءة سورة في القراءن

ملاحظة: أكتب عن المواضيع الدينية لا لشيء معين سوى أنني أموت حنقاً لما يجري من العديد باحتكار الدين وإدعاء الوصاية عليه, ومن ثم تفصيله بما يليق بأطرهم الإيدولجية, ولا أهدف سوى المساعدة في كسر الوصاية والمساهمة بالتنوير -إن صح التعبير –  مع أني اظن أن هذا يحتاج إلى جهد جهيد من العديد ربما في رسم تصور جديد ,لطريقة نظرنا للدين، لتحريره من آطره الكهنوتية,ولن يتم ذلك من خلال خوف الكثير من مثقفينا من اتساخ أياديهم, وتبنيهم لكثير من القوالب الفكرية الأوروبية الجاهزة بدلاً من سبر أعماق مشاكلنا لدراستها دراسة عميقة كما فعل غيرنا, من ثم نبني عليها أسس جديدة للمستقبل, ولكن عزائنا أن الكسل أيضا من صفات العرب. 

بقلــم: عبدالرحمن أبوعابد 

أضف تعليق