شيطان تعس ذاك الذي ربطه قدره من بين ملايين البشر بفلسطيني عربي ومن غزة أيضاً. كل ليلةً يبكي ويلعن حظه الآزلي، يحدثني عن أصدقائه الغارقين في الدناسة والرذيلة حتى الثمالة. “أربت على كتفه واحدثه مواسياً : “لعل الله يريد بك خيراً وابتلاك بهذا العربي البائس من ثم اقترب منه قليلاً وأهمس في أذنه: “ربما هناك شيطان ابن جنيه يريد بك سوءاً فسعى في نفيك إلى هذا السجن الكبير.” فقال لي باكياً وهو ينظر إلى الأرض: “غزة ليست بذلك السوء كما تعتقد فبعض المقربين من صاحب الدناسة الأكبر يعملون هنا.” ثم وقف صارخاً: “ولكن… لأنه ليس لي قريب من العفاريت الملاعين الآزليين أبناء الذوات ربطوني بك، ببائس مثلك، عليهم اللعنه جمعياً.. ثم خرج من الغرفة عاصفاً فلحقت به صارخاً: أرجوك لا ترحل مع من سأتحدث الآن.”
*********************************
لقد كانت الأخيرة ودائما ما أقول بإنها ستكون آخر مرة... بدأت كعادتي بكلامٍ معسول كي اكسر الجمود واطرد الخجل، أحب أن أشتمها، أن أشتم كل جزء من جسدها العاري، هناك بين شفتي العليا وأنفي يكمن سر احترافي في العلاقات اللاشرعية. تركت يدي تداعب جسدها وضغطت قليلاً على مؤخرتها، ربما أطلت الضغط لا أدري !! فمعها يتوقف الزمن، اشتَعلت شغفاً ولم تستطع التوقف عن الاحتراق بناري ونارها ولا عن التلوي بين يدي، كانت تبث سما وترياقاً في عروقي المشتعلة، تقبلني بشغف وتَعتصر بين شفتاي، أختلطت بها وأختلطت بي كنا واحد في مراحل متعددة، شعرت بحرارة جسدها تتسلل بين أصابعي فعرفتُ أنها قد بلعت منتهاها، لم يُسمع لنا صوت ولا صدى؛ كل شئ تم كانسياب قطرة الندى على بتله الوردة، اطلقت جسدها المحترق بسلام من بين يدي واستلقيت، لم أفكر بأي شيء سوى أن سقف الغرفة يحتاج إلي تنظيف أو ربما دهان لا أدري، وهي نائمة بجانبي في مثواها الأخير لقد كانت آخر لفافة تبغ تلك الليلة، ولكن يبدو أنها ليست الأخيرة.
**********************************
الساعه الواحدة بعد منتصف الليل، جلست إلى مكتبي أفكر في كتابة قصة، اسمع طرقاً قوياً “لطفاً انتظروا قليلاً ريثما أرى من بالباب من ثم أعود إليكم.
افتح الباب, وفجأة من وسط الظلام يخرج رجلٌ مخضبٌ بالدماء، يلقي بجسده عليّ ويتأتأ بكلمات لم افهمها، تعصر يده ياقة قميصي محاولاً إيصال فمه إلي أذني, فأريحه من تعبه واقترب.
ماذا الذي جرى لك؟ يجاوبني وهو يبصق الدم واللعاب : لا تكتب القصة…
ارفع وجهه تجاهي وأمعن النظر في عينيه حتى تملكني الرعب من ملامحي فيهما، فاصرخ فيه: من أنت؟!
يبتسم ابتسامته الأخيرة، ويقول: أنا بطل قصتك.
**********************************